بالخرائط: المصريون في كوسوفا “يعانون أزمة هوية”
[slideshow]
كتب: عامر سلطان بي بي سي ـ جاكوفا غربي كوسوفا
في علم كوسوفا الجديد ست نجوم، تمثل كل نجمة منها واحدة من الأقليات المعترف بها في “الجمهورية المستقلة” التي أعلنتها الأغلبية الألبانية الشهر الماضي.
المصريون واحدة من هذه الأقليات.
في خطتها، التي ستكون هى الأساس القانوني لمشروع الدستور الجديد الجاري مناقشته على المستوى الشعبي الآن، كرست الامم المتحدة رسميا الإعتراف بالأقلية المصرية.
وسوف يصبح هذا الاعتراف نصا في الدستور المنتظر. ويعني هذا أنه في أي انتخابات مقبلة سيكون للمصريين مقعد على الأقل، بالتعيين في جمعية (برلمان) كوسوفا، فضلا عن أى مقاعد يفوزون بها بالتصويت.
وبعد انتخابات كانون الاول/ديسمبر 2007 البرلمانية شغل جودت نزيراي، زعيم الأقلية المصرية ـ التي يمثلها سياسيا حزب المبادرة الديمقراطية الجديدة لكوسوفا ـ مقعدا بالتعيين في البرلمان، وفق قرارات إدارة الأمم المتحدة المؤقتة لكوسوفا.
وقبل هذه الإنتخابات كان المصريون يوصفون بأنهم جزء من الأقلية الغجرية.
والأغلبية الساحقة من المصريين، والذين يتراوح عددهم بين 30 ألفا و40 ألفا، مسلمون. ويتركزون في ثلاث مناطق هى جاكوفا وبيا في الغرب، وبرزران في الجنوب.
ملامح مصرية
في الطريق من وسط جاكوفا إلى حى المصريين المسمي سيفاس تشعر أنك لم تغادر برشتينا، حيث الوجوه والملامح الألبانية الواضحة. وبمجرد دخول سيفاس تختلف الوجوه. فملامح الناس تشبه كثيرا المصريين.
التف حولنا سكان الحى ليقولوا لنا ” نحن مصريون ونريد من مصر أن تعترف بنا”.
في بيوت هؤلاء كثير من عادات المصريين.
أصر مرتضي ميرتاه شيخ الحارة، أن نزور بيته. فقد أراد فقط أن يعبر لنا وأهل بيته عن” رغبة قوية في الاجتماع بالأخوة المصريين والإتصال الدائم بهم”.
يقول سامي دوراك أحد سكان الحى إنه لا يعرف سببا لعدم اعتراف مصر بهم “إن دماءنا مصرية”.
فما يفيد اعتراف مصر بهؤلاء؟
يحاول المصريون تمييز أنفسهم عن الغجر في كوسوفا، ويعتقدون أن بداية نجاحهم مرهون بكلمة من القاهرة.
يشكو نزيراي أن كثيرا من المثقفين المصريين في كوسوفا لا يريدون الإنضمام لحزبه قبل اعتراف مصر بهم. “فأهم شيء بالنسبة لنا الآن هو اعتراف مصر لأنه سيكون اعترافا بهويتنا”.
ويضيف بيسلم خوتي ممثل الحزب في جاكوفا بعدا جديدا لأهمية مثل هذا الاعتراف “لكل أقلية هنا دولة تهتم بشؤونها، وهذا يترتب عليه دعم معنوي ومادى مراعاة لرابطة الدم”.
وتعد الأقلية التركية أنشط الأقليات العرقية في كوسوفا، ويرفع نائباها في البرلمان أعلام تركيا وصور الزعيم التركي التاريخي العلماني كمال أتاتورك في مكتبيهما بالبرلمان.
أما الحزب المصري فيضع في قلب شعاره أهرامات الجيزة الثلاث الشهيرة.
غير أن الحرص على الإقرار بهويتهم المصرية ليست له أي أبعاد سياسية، فالإقرار “فقط سيحفزنا على التقدم للأمام”، كما يقول قادة الأقلية المصرية.
نهفو لزيارة مصر
“وطننا هو كوسوفا، وعقولنا هنا، ونتوقع مستقبلا أكثر إشراقا بعد الإستقلال، خاصة أن علاقاتنا ممتازة مع الألبان”، يقول نزيراي.
ولا يعرف المصريون متى هاجر أجدادهم إلى كوسوفا بالتحديد، والشائع بينهم أن أصولهم في هذه المنطقة من العالم تعود إلى قرون.
يقول نزيراي “لنا تاريخ قديم هنا وكل الدراسات والأثار التي عثر عليها في كوسوفا تدل على أصولنا المصرية”.
ويضيف خوتي أنه قرأ دراسات تشير إلى أن المصريين جاءوا إلى المنطقة محاربين وبحارة في القرن السادس الميلادي.
ويشير إلى رسالة دكتوراة في جامعة صوفيا بعنوان” أصول المصريين في البلقان”، وصاحب الرسالة ـ كما يقول خوتي ـ هو روين زايمون الذي يعيش في مدينة أوهرت بمقدونيا.
وتقول بعض الروايات الشائعة بين المصريين في كوسوفا، إن أسلافهم جاءوا إلى المنطقة إبان غزو الإسكندر الأكبر المقدوني مصر عام 331 قبل الميلاد.
الشغل الشاغل الآن لقيادات الأقلية المصرية هو إقناع مصر بالاعتراف بمصريتهم، ويعتبر نزيراي، وهو أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور الجديد المؤلفة من 21 عضوا، أن “الهوية القومية أكبر مشكلة تؤرق المصريين في كوسوفا”.
وتعود مساعي الحصول على اعتراف مصر بمصرية هؤلاء إلى عشر سنوات. وكان ممثلهم في بلجراد على اتصال دائم بالدكتور هاني خلاف سفير مصر في العاصمة اليوجوسلافية آنذاك.
لكن المساعي فشلت. وآخر محاولة للإتصال بالقاهرة كانت ـ كما يقول نزيراي ـ في عام 2000، عندما التقى ممثلون عن مصريي كوسوفا بسفير مصر في سويسرا. ووعد السفير ـ كما قالوا ـ بأن يرتب لهم زيارة لمصر. ومازالوا ينتظرون.
في نهاية جولتنا بحي سيفاس، مررنا بسيدة تفترش الأرض أمام بيتها فرحبت بنا. وسألناها هل تعرفين موقع مصرعلى الخريطة؟ قالت لا.
ولكنها استدركت بسرعة قائلة ” لكنني مصرية وكلنا هنا مصريون .. وأحلم بأن أزور مصر ولو مرة واحدة”.
المصدر: بي بي سي
متعلقات:
زيارة وزير خارجية كوسوفا القاهرة
الوسط: حوار مع ممثل كوسوفا بالقاهرة
المشهد: حوار مع ممثل كوسوفا بالقاهرة
الاهرام: لقاء مع وزير خارجية كوسوفا
الوفد: لقاء مع وزير خارجية كوسوفا
شيخ الازهر: لقاء مع وزير خارجية كوسوفا
الاهرام: زيارة وفد من شباب الثورة المصرية جمهورية كوسوفا
إخوان أون لاين: زيارة أول وفد مصرى جمهورية كوسوفا
محمود سلطان: مصر والحلم الكوسوفي
اليوم السابع: لقاء مع رئيسة كوسوفا
جامعة الفيوم: ندوة بعنوان “كوسوفا بين الماضي والحاضر والمستقبل”
بروتوكول تعاون بين كوسوفا ومحافظة الفيوم
تدوينات اخرى:
استقلال كوسوفا.. بداية ونهاية (ملف)
المسلمون في كوسوفا (أرشيف الأخبار)
كوسوفا .. الطريق نحو تقرير المصير
كوسوفا بعد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
كوسوفا المسلمة.. عقبات مسيحية مستمرة علي استقلالها!
دولة كوسوفا.. والدولة الفلسطينية
بين التطهير العرقي الصربي والإدارة الدولية والإستقلال
الاستراتيجية العسكرية الأميركية في كوسوفا
مجموعات ذات صلة:
مؤلفات الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
البوم الصور:
السلام عليكم ورحمة الله.. الرد على هذا الموضوع تتوقع مصر يشوبها الهدوء لتعترف بالأقلية المصرية في كسوفا إن كان البال الرايق ليس لديها مصر الأعتراف باهلها الذين يعيشون على أرضها الذين يأكلهم جشع الاسعار والالتفاف حول التورته التب سممها السيد حسني مبارك وأسرته الأمينة على الشعب المصري الذي يعيش على أرضه أقصد نحن ننتظر معجزة من الله سبحان تعالي أن ينقذ المصريين من الطمع الجشع ونقول في محياة مليون رحمة تنزل عليك ياحامل الأمانة المصرية ثلاثون عام العشرة الأخبرة منها ضياع ضياع فانتظروا الأمر ونتائجه في إنتخابات الرئاسة ولما الناس متأكدة من نحاج السيد عمر سليمان ماهو السيد حسنى مبارك علنه من زمان ليه لفنا الدايرة من الأول علشان مصر تبقي دوما في الدائرة المغلقة المحكمة بقرابيين عريبة على الرغم من العفلانية الفولاذية التي يتصف بها الشعب المصري يعمره وحياته أحنا وقفنا حاجات كثير من النشاطات المصرية ولو المصريين فضلوا ف هذا الكبت في فترة طويلة ستتولد إنفجارات أكبر من المتواجدة حالياً رينا يوفق الكل لانريد إلا أن يهنأ اولادنا ولايعانوا مثلما عنينا……مصطفى إسماعيل ,….. مكة المكرمة
شكرا لك على الموضوع الجميل و المدونة الرائعة
الحزب المصري فيضع في قلب شعاره أهرامات الجيزة الثلاث الشهيرة.
غير أن الحرص على الإقرار بهويتهم المصرية ليست له أي أبعاد سياسية، فالإقرار “فقط سيحفزنا على التقدم للأمام”، كما يقول قادة الأقلية المصرية.
لا حول و لا قوة الا بالله .. لكم الله يا مسلمين