قصة قصيرة: قريةِ أمُ الرَشرَاش المصريةِ
كَتَب: ماهر عبد السميع عبد الواحد
وَدَّعَ زيدانُ أهله , وزوجَته الحامِلَ , وترَكَ قريَته لِيَلحَقَ بالحَمْلةِ المُتجهَةِ إلى أمِ الرشراشِ المصريةِ , حَيْثُ كُلِفَ بالعَمَلِ باستراحَةِ المَلكِ فاروقَ , التى أمَرَ ببنائِها بأم ِالرَشراش , تلك القريةِ المصريةِ الجَمِيلةِ الواقِعَةِ على ساحِلِ البَحْر الأحمَر , في الطرفِ الشمالى الغربى لخليج ِالعقبةِ , فهىَ تقعُ بين مَدِينة العَقبةِ الأردنيةِ من الشرقِ , وطابا المصرية من الغرب , وقد حَدَّثه عنها كثيرا إبنُ عَمِهِ الذى يَعْمَلُ بالشرطةِ المصريةِ حارسا على القلعةِ التى بناها السلطانُ الغورى مِن قبلُ بنفس ِالمنطقةِ
وَصَلَ زيدانُ إلى أم ِالرشراش ِالمَصريةِ , وَوَجَدَ بها مَحَطة َ شرطةٍ صَغيرة , وعدداً من المبانى ,وكانَ سَعيدا بالإقامَةِ فيها, فالفضاءُ والهواءُ النقىُ , أمامَ ساحِلِ البَحر , يعطيها سِحْرا خاصا كما أنه قابلَ كثيرا من حُجاجِ ِالشامِ الذين يَمُرونَ على هَذِهِ القريةِ فى الذهابِ والإيابِ , وقام بخدمتهم , وأحَبَّهُ كثيرٌ مِنهم , لشجاعَتِهِ وكرمِهِ , مما شجَّعَهُ على أن يُحْضِرَ زوجَته ومَعَها طِفلتَه صَفاء , التى وُلِدَت بَعِيدا عَنه , وكانت حَياته سَعيدة , وكبُرَت صَفاءُ بصِحَةٍ جيدة , وعندما وَصَلت الخامِسَةَ من عُمُرها , كان لتأثير جَوالخليج ِ النقى ِوالمساحاتِ المفتوحَةِ , وكثرةِ الضيوفِ تأثيرا كبيرا على نموها الصِحِى والعقلى , فكانت شديدةَ الذكاءِ
شاهَدَت وَسَمِعَت صَفاءُ ابنة الخمس سنوات مناقشاتا عديدة بين والدِها وبين ضيوفِهِ من أهْل ِالأردن والشام , كذلك البدو والجنود المصريين والعرب , وأحَسَت إحْساسا غريزيا بالنكبة , وأن فلسطين إغتصبتها العصاباتُ الصهيونية , كما سَمِعَت أنهم لا قلبَ لهم ولا إيمان وأنهم يقتلون بقلب بارد , وكانت تستمِعُ إلى مُناقشاتِ الضيوفِ وفهمَت أنَّ هَذِهِ العِصابات يتزعَمُها عقيدٌ إسمه إسحاق رابين , وهو يُخطِطُ للقضاءِ على الشرطةِ المصريةِ والإستيلاء على أم الرشراش وتحويلها إلى ميناء إسرائيلى باسم إيلات , للتمتع بمنفذ على البحر الأحمر , وطرح بديل لقناة السويس بمشروع قناة يصل بينَ إيلات و بينَ البحر الميتِ
في صَبيحَةِ يومِ 10 مارس 1949 , وعَقِب قرار وَقف ِإطلاق ِ النار, أى بَعْدَ سِتةِ أشهر من اتفاقية الهدنة , إستغلت عصابات الصهاينة انسحابَ الحاميةِ الأردنيةِ التي كانت تحتَ إمْرَة قائد انجليزى , وقامت بتنفيذ مخططها للحصول على منفذٍ بَحَرىٍ على البحر الأحمر على الأرض المصرية
استيقظت صَفاءُ من نومِها على أصواتِ مُكبراتِ الصوتِ التي يهدد فيها هذا العقيدُ المَلعونُ وجنودُه الشرطة َالمصرية َ, اذا لم يرحلوا خِلالَ سَاعَةٍ واحدةٍ سَيُقتلونَ جَميعا , صَرَخت النساءُ وتعالت صَيحاتُ البكاءِ , وهَرَبَ عَدَدٌ كَبيرٌ أمامَ تهديداتِ العِصَاباتِ الصهيونيةِ , وأما من رفضَ الرحيلَ , وكان عددهم 350 معظمهم من الشرطةِ المِصْرِيَةِ فقد اقتيدوا الى منخفض وتم قتلهم جميعا بقسوةٍ ووحشية , ودفنوا بمقبرة جماعية , رغم دخول هذه العصابات إلى القرية دون أن يَطلق المصريون عليهم طلقة واحدة , التزاما بأوامِرِ القيادَةِ بوقفِ إطلاق ِالنار, وكان هناك تواطؤ واضح من الجانبين الأمريكى والإنجليزى , وكانت صَفاءُ تتابعُ المَشهَدَ من خلفِ ربوةٍ , وقد أصابها الذهولُ , ولما لم تتحمل فظاعة المشهد , أخذت تعدو بشدةٍ تجاه طابا المصرية , وظلت تجرى بأقصى سرعة إلى أن أغمى عليها , فرآها الشيخ ناصر وهو بدوى من أهل المنطقة , فأخذها لزوجته , واستنتج أنها هاربة ٌمن جَحِيمِ العصابات الصهيونية , وشَخَّصَ الطبيب حالتها بأنها حالة ذهول وفقدان للذاكرة , وبعد فترةٍ قامت زوجة الشيخ ناصر بتسنينها , واطلقت عليها اسم ” أم الرشراش ” تيمناً باسم بلدتها
ظلت صفاءُ فاقدة ً للذاكرةِ , رغم أنها كانت بصحةٍ جيدةٍ , وانتقلت مع أسرةِ الشيخ ِناصر للإقامَةِ بمدينةِ الإسماعيليةِ , وتزوجت , وانجبت , والتحق أولادُها بالجامِعَةِ, وكانت ذاكرتها قد تحسنت إلا مما هو قبلُ الخامِسَةِ , فقد مَسَحَ المَوقِفُ الأليم كلَّ ما هو قبله , إلى أن حدثت المعجزة
جلست صَفاءُ ذاتَ ليلةٍ , من ليالى سنة 2008 , لتشاهد نشرةَ َالأخبارِ بالتليفزيون ِالمصرى ِمع أسرتها , ولمَحَت وزيرَ خارجيةِ مِصْرَوهويقول : ” إن أمَ الرشراشِ ليست مصرية وإنما كانت ضمن الأراضى المعطاة للدولةِ الفلسطينيةِ وفقا لقرار الأمَمِ المتحدةِ رقم 181 فى نوفمبر 1947 ” وهُنا حَدَثَ مَاسٌ داخلَ عَقلِ صَفاءَ , فاسترجَعَت ذاكرتها , وانتفضت وهى تصْرُخُ بأعلى صَوْتها , أم الرشراش ِمصرية , مصرية , وأنا ترعرعتُ فِيها, شاهدتُ استراحَة المَلِكِ فاروق , وشاهدتُ قلعة السلطان الغورى , إن والدى ووالدتى مدفونون هناك ضمن المقبرة الجماعية , وأنا شاهدتُ قتلَ الصَهاينةِ للمصريين , ليسَ من حَق قوةِ الإحتلال البريطانى أن تهِبَ أرضَ مِصْرَ ليأخذها الصهاينة , كما أخذوا فلسطينَ بوعدِ بلفور من قبل
جَلسَتْ صَفاءُ وَمَعَهَا جهاز اللاب توب وكتبت قصتها , ولماذا سُمِيت أمَّ الرشراش ِ, وعلى الفيس بوك , خاطبت الجميع , وطلبت , أن يجمع الشباب المعلومات عن أم الرشراش المصرية,وبالفعل عُقِدَت كثيرٌ مِن المحاضرات والدراساتِ وأثبتت جميعها مصرية أم الرشراش , وتم تحديدَ مَوْعِدٍ تقابل فيه أكثر من مليون ِمصرىٍ بميدان ِالتحرير , من أجلِ تحرير أم الرشراش المصرية
المصدر: صفحة معا لاستعادة مدينة ام الرشراش المصرية من اسرائيل
المتعلقات:
دعوى قضائية تطالب بالتحكيم الدولى لاستعادة “إيلات” من إسرائيل
مطالب باستعادة “أم الرشراش” من إسرائيل ونشر الأمن بسيناء
وقفة احتجاجية لعودة “أم الرشراش” بالإسكندرية
تكوين جبهة لاستعادة أم الرشراش المصرية من الأيادى الصهيونية
الإعلام الحربي لسرايا القدس يُصدر كتاب أم الرشراش “إيلات” موت أو حياة “إسرائيل”
تدوينات اخرى:
أحمد عبد الحميد: هل باع مبارك إيلات لإسرائيل؟!
محمد جمال عرفة : عملية إيلات.. هل تجدد مطالبة مصر بـ “أم الرشراش” ؟!
عمر الشال: أم الرشراش ! أرض مصر المحتلة من إسرائيل
هشام حبارير : رسالة إلى كل من يهمه الأمر (قرية أم الرشراش مصرية)
كمال فؤاد: بيب بيب أنابيب .. هنفجر تل أبيب
حسام عفيفي: أم الرشراش معكم من مصر المحتلة
تدوينات مرتبطة:
يوسف أبو الحجاج .. الجغرافي الذي أعاد طابا لمصر
المدخل الشرقي لمصر .. من أوراق عباس عمار
تحالف إسرائيل و مصر: تكيف جيو بوليتيكي أم انقلاب جيو استراتيجي؟
الخليج العربي بين الأطماع والحقائق التاريخية
الجزر السعودية المحتلة من قِبل إسرائيل
تغطية: قرية بدرس و بلعين .. تعيد رسم خريطة إسرائيل
هذا حال كثير من القرى المصرية والفلسطينية لكن كيف لم يتم لفت النظر لقرية “أم الرشراش” في التحكيم بقضية طابا لكن على أي حال إسرائيل مرعوبة من شعب مصر أو من الشعوب العربية وهذا وضع أمريكا في موقف البلسم الذي يلطف الأمور المعقده وخاصة أن الشعوب ليس لديها من يتكلم بالفردية بمعنى وجود رئيس وبالتالي أختلاف وجهات النظر وعدم الخوف لكن على أي حال المقولة السائدة ” لايضيع الحق وراه مطالب ” وربنا يعينا ويوفق كل من فيه الخير لكن لفت نظري “صفاء – أم الرشراس” ان موضوع القسوة في إخلاء القرية واضح وهذا طبع الصهاينة أو أسلوبها معتمدة على الغطرسة لكن قدم المصريين أصبح قوي وعندها القدرة على الثبات وياعالم القيادة الخاصة بنا في الفترة الماضية كاننت بأسلوبها داه قرارتها تتمثل في أيه وخاصة انها كانت في أيدي عصابة وابسط الأمور “دولة الحبشة” اللي اهلها يقوم من مكان لمكان بصعوبة صوتهم طال على مصر في قضية السدود وانتهاك اتفاقية توزيع مياه النيل بين دول حوض النيل الله يكرمك ياسيادة اللواء حسني مبارك ضيعت نفسك وضيعتنا معاك ياأبن المنوفية ياللي ماتقدر تنسى حاجة أسمها المال مهما اعطاك رينا سيحانه وتعالى …. حزبنا الله ونعم الوكيل ,,,,,,,